الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف بعد البحث في المصادر التي بين أيدينا على من نسب هذين البيتين إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وقد ذكرهما بعض الدعاة المعاصرين في كتاباتهم من غير سند، وننبه السائل إلى أن كثيرًا مما ينقل عن أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ لا يثبت، ومنه ما لا يليق بحقه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في منهاج السنة النبوية: فَالْمَعَانِي الصَّحِيحَةُ الَّتِي تُوجَدُ فِي كَلَامِ عَلِيٍّ مَوْجُودَةٌ فِي كَلَامِ غَيْرِهِ، لَكِنَّ صَاحِبَ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ، وَأَمْثَالَهُ أَخَذُوا كَثِيرًا مِنْ كَلَامِ النَّاسِ فَجَعَلُوهُ مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ، وَمِنْهُ مَا يُحْكَى عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ كَلَامٌ حَقٌّ يَلِيقُ بِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَلَكِنْ هُوَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ مِنْ كَلَامِ غَيْرِهِ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ الْبَيَانِ وَالتَّبْيِينِ لِلْجَاحِظِ، وَغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ، كَلَامٌ مَنْقُولٌ عَنْ غَيْرِ عَلِيٍّ، وَصَاحِبُ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ يَجْعَلُهُ عَنْ عَلِيٍّ. انتهى.
والله أعلم.