الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على خطابه لشخص معين بذلك، ولكن مما نزل عليه في القرآن وكان يقرؤه عليهم: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {الكافرون:1ـ2}.
وفي الدر المنثور: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء ويطئوا عقبه (أي: يسوده) فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك؟ فدلوه، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فجاء الوحي: قل يا أيها الكافرون ـ إلى آخر السورة، وأنزل الله عليه: قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون، ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ـ وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن البصري قال: قال المشركون للنبي صلى الله علبه وسلم: أتضلل آباءك وأجدادك يا محمد؟ فأنزل الله: قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ـ إلى قوله: بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. اهـ.
والله أعلم.