الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المرأة هي أمك، وأنت ابنتها، وفلذة كبدها، فليس لك الحق في إنكار أمومتها، وليس لها الحق في أن تتبرأ منك، وقد جعل الشرع للأم منزلة عظيمة، فقد أعطاها لها ثلاثة أرباع البر، كما بينا في الفتوى رقم: 58735.
فالواجب عليك برها والإحسان إليها مهما اقترفت من المعاصي، ومهما ارتكبت في حقك من تقصير، ومن أعظم إحسانك إليها السعي في إصلاحها بكل سبيل مشروع، ومن أهم السبل الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى أن يصلح شأنها، ويوفقها إلى الرشد والصواب، واحرصي على التزام آداب الدعاء، فذلك أرجى للإجابة، وانظري هذه الآداب في الفتوى رقم: 119608.
وإذا تبين أنها مريضة نفسيًا ـ وهو ما يظهر ـ فينبغي السعي في علاجها، ويمكنك أن تستعيني في ذلك ببعض العقلاء من أقربائك، كأخوالك مثلًا.
وإذا خشيت على نفسك منها، فاحتمي بإخوانك، أو أعمامك، أو أخوالك.
واعلمي أن من أخطر الأمور الاتهام بالفاحشة، وخاصة في حق الأم، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23}.
ولا يلزم من كونها تحب رجلًا آخر أن تكون قد وقعت معه في الفاحشة، فيجب عليك الكف عن مثل هذا الكلام؛ لأنه نوع من القذف الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب، وراجعي فيه الفتوى رقم: 17640.
وإذا ثبت فعلا أنها على علاقة برجل آخر، فيجب على من اطلع منها على ذلك نصحها، وتذكيرها بالتوبة إلى الله، وتهديدها بكشف أمرها، والسعي بكل وسيلة لمنع ارتكاب هذا المنكر العظيم.
والله أعلم.