الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحياة الدنيا متاع قليل، وعرض زائل، والكل عنها راحل إلى الوطن الحقيقي دار الخلود والبقاء: إما في جنات النعيم، أو في نار تلظى، قال تعالى: قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا {النساء:77}.
وقال سبحانه حكاية عن الرجل المؤمن: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {غافر:39}.
فإذا كانت الدنيا بهذه المثابة، فكيف يجعلها المسلم همه الأكبر؟! ولماذا تكون من أجلها الإساءة في القربى وتقطع الأرحام؟! فما بينكم وبين أخيكم أكبر من أن تؤثر عليه أمور الميراث، ونحوها، وصلة الرحم واجبة، وقطيعتها من كبائر الذنوب.
وإن كان قد ظلمكم فينبغي مناصحته بالحسنى، وتخويفه بالله تعالى، وتبيين عاقبة الظلم له، وأنه تلزمه التوبة، ورد المظالم إلى أصحابها إلا أن يعفوا، ويمكن الاستعانة بالفتويين رقم: 22360، ورقم: 11885.
ويجوز هجره إن رجي أن ينفعه الهجر، وإن خشي أن يزيده عنادًا فالأولى تركه وتأليفه، فالهجر في أفضليته يدور مع المصلحة وجودًا وعدمًا، ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين رقم: 61165، ورقم: 29790.
ونرشدكم في الختام إلى الدعاء له بالهداية، والصلاح، والتوفيق للرشد والسداد، فإن يرشد ففي ذلك خير لكم وله.
والله أعلم.