الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل هذا الظن أو الاحتمال لا يمنع استخدام تطبيق الانستقرام للدعاية لما هو نافع ومفيد، لأن الأصل هو الإباحة، ولأن العبرة بالغالب، ولأن هذه المفسدة المحتملة لا تتوقف على استعمالكن لهذا التطبيق، بل يمكن حصولها بدونه، وراجعي الفتوى رقم: 132017.
وأما اختيار كتاب يحتوي على مخالفات شرعية في مضمونه أو أفكاره، فلا يجوز، لما في ذلك من الإعانة على الإثم والتسبب في الشر، وقد قال الله سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ {يس: 12}.
قال ابن كثير: أي نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا ـ رواه مسلم. اهـ.
وقال ابن حجر في فتح الباري: من سن شيئا كتب له أو عليه، وهو أصل في أن المعونة على ما لا يحل حرام، وقد أخرج مسلم من حديث جرير: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ـ وهو محمول على من لم يتب من ذلك الذنب. اهـ.
وراجعي الفتوى رقم: 102248.
والله أعلم.