الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث قد ضعفه غير واحد من أهل العلم، فقال المنذري في الترغيب والترهيب: رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الصمت وَكتاب ذمّ الْغَيْبَة، وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِإِسْنَاد لين، وَأَبُو نعيم وَقَالَ: شفي بن ماتع مُخْتَلف فِيهِ، فَقيل لَهُ صُحْبَة. انتهى.
وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: رواه ابن أبي الدنيا من حديث شفي بن ماتع، واختلف في صحبته فذكره أبو نعيم في الصحابة، وذكره البخاري وابن حبان في التابعين، والراوي عنه بشير بن أيوب العجلي وثقه ابن حبان وجهله الذهبي. انتهى.
والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب، وكذلك ضعفه الشيخ أبو إسحاق الحويني في كتابه النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة حيث قال: ضعيف. أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (328- زوائد نعيم) ، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج 1/ ق 21/ 2) ، وفي ((ذم الغيبة)) (ق 6/ 1) والطبراني في ((الكبير)) (ج 7/ رقم 7226) ، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/ 167- 168) ، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (2/ 399- 400) وبقيُّ بن مخلد في ((مسنده)) ، وكذا ابن شاهين - كما في ((الإصابة)) (3/399) -، من طريق إسماعيل بن عياش، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أيوب بن بشير العجلي، عن شفي بن مانع الأصبحي مرفوعاً ... فذكره. قلْتُ: وشفي بن مانع مختلف في صحبته كما قالَ الطبراني وابن الأثير. ويظهر أن أبا نعيم اعتمد صحبته، ولكن جزم البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان بأنه تابعي، فالحديث ضعيف لإرساله. وثمة علة أخرى، وهي: ((أيوب بن بشير العجلي)) . فترجمه ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (1/1/242) ولم يذكر فيهِ جرحاً ولا تعديلاً، فهوَ مجهول الحال. قالَ الهيثمي (1/209) : ((رجاله موثقون)) . وهو يشير بقوله هذا إلى ضعف التوثيق في بعضهم فلعل أيوب وثقه ابن حبان. انتهى.
والله أعلم.