الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في السعي، والمبادرة لأجل قضاء الديون، ورد الحقوق إلى أصحابها، ولا سيما مع حاجتهم إليها، لكن لا يجوز لك الاقتراض بالربا لأجل ذلك، ولو كان والدك، أو غيره سيتحمل عنك سداد الفوائد الربوية؛ إذ لا يجوز الدخول في عقده، ولا إقراره، والرضا به ما لم تلجئ إلى ذلك ضرورة معتبرة شرعًا، ولا ضرورة فيما ذكرته، وعلى أصحاب الديون إنظارك إلى حين ميسرة، كما قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ {البقرة:280}.
ولعلك تجد وسيلة مشروعة للحصول على المال، كالدخول في معاملة تورق مثلًا، سواء مع مؤسسة مالية أم مع فرد، كأن يبيعك التاجر سلعة بنحو قيمة المبلغ الذي تريد إلى أجل، ثم تبيع السلعة لغيره، وتنتفع بثمنها في قضاء دينك.
وكثير من المؤسسات التمويلية الإسلامية تفعل ذلك، وقد يفعله أفراد التجار لكونه يحقق للتاجر ربحًا، فالبيع بالآجل ليس كالبيع بالعاجل، ويحقق لطالبه المال الذي يقضي به حاجته، وللفائدة انظر الفتاوى: 152773 - 158747 - 55343.
والله أعلم.