الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان مدير المكتب يتعلل بكون ما يأخذه إنما هو لحاجة المكتب والعمل، وكان الأب يعلم خلاف ذلك، وأن المدير يخون الأمانة التي اؤتمن عليها، ويأخذ المال لنفسه، فليس له السكوت على ذلك، بل ينصحه، ويبين له خطأه بحكمة، وموعظة حسنة، فإن لم يجد ذلك فليبلغ الجهة المسؤولة لمنع المدير من خيانته، وحفظ مالها، ما لم يخش ترتب ضرر على نفسه بسبب ذلك ـ مثلما ذكرت من فصله عن العمل إن كان بحاجة إليه في كسب قوته ـ فيسعه السكوت حينئذ، مع الإنكار بقلبه؛ لحديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وانظر الفتويين رقم: 157349، ورقم: 191087.
والله أعلم.