الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى طاعته، والاستقامة على شرعه، والعمل على خدمة دينه، وأن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل؛ إنه جواد كريم.
ونهنئك على ما أنعم الله عليك به من نعمة الاستقامة، ونسأله أن يحفظك في دينك، ويثبتك على الحق، ونوصيك بالحرص على كل ما يمكن أن يعينك على الثابت من العلم النافع، والعمل الصالح، والصحبة الخيرة؛ ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 10800 - 1208 - 18074 ففيها بيان بعض وسائل الثبات، والوقاية من الفتن.
ومن أفضل ما تحسنين به إلى قرابتك الدعاء لهم بالهداية، فالدعاء سلاح المؤمن الذي يحقق به ما يبتغي، ولا بد من النظر إليهم نظر شفقة، فإن ذلك معين على التعامل معهم برفق، ويجعلك ناصحة لهم؛ قال تعالى عن مؤمن سورة يس: قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {يس26 :27}.
ذكر ابن كثير عند تفسير هذه الآية عن الحسن البصري ـ رحمه الله - أنه قال: لا يكون المؤمن إلا ناصحًا، لا يكون غاشًا. اهـ.
واحرصي على التأثير عليهم من خلال التعامل معهم بالخلق الحسن، والأدب الجم، والصلة بما يمكن من وجوه الصلة بالمال، وغيره، ففي الإحسان ملك لقلب الإنسان، وقد أحسن الشاعر حين قال:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
والأفضل في بداية أمرك، وقبل رسوخ قدمك في العلم والاستقامة أن تجتنبي الجدال معهم، والأفضل أن تعملي على إسماعهم شيئًا من المواعظ بطريق غير مباشر من خلال المحاضرات الموجودة في الأسطوانات، أو الإنترنت، أو غير ذلك، واجتهدي في اختيار الدعاة المؤثرين، فإذا جاء الإيمان في نفوسهم سهلت استجابتهم لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو منهج الإسلام في التربية؛ ففي صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: أول ما نزل منه سورة من المفصّل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدًا.
والحجاب فريضة على المرأة المسلمة، يجب عليها الالتزام به، ولا يجوز التفريط فيه من أجل الأهل، أو غيرهم، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، ولكن لا يلزم في الحجاب لباس معين، فكل لباس تحققت فيه شروط اللباس الشرعي كان حجابًا شرعيًا؛ وراجعي هذه الشروط في الفتوى رقم: 6745.
وتغطية الوجه واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء، كما سبق بيان ذلك بدليله في الفتوى رقم: 5224، فلا طاعة للوالدين، وغيرهم في المنع منه، وانظري الفتوى رقم: 20352، والفتوى رقم: 60274.
وفي نهاية المطاف إذا ضيق عليك في النقاب، وخشيت أن يكون سببًا في منعك من أصل الحجاب، فلا حرج عليك في الترخص بترك النقاب حتى ييسر الله لك فيما بعد لبسه، فقد أجاز بعض العلماء الأخذ بالرخصة أحيانًا؛ دفعًا للحرج، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 134759.
ولمعرفة سن تكليف البنت بالحجاب راجعي الفتوى رقم: 39008 .
والله أعلم.