الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا سبيل إلى العلم على وجه الجزم بما إذا كان الله قد غفر للعبد، ورضي عنه أو لا، ولكن العبد يرجو، ويخاف، يرجو ربه ويحسن ظنه به، ويخاف ذنوبه وتقصيره، فهو بين مطالعة منة الله عليه، ومشاهدة عيب نفسه، فيتقي الله ما استطاع، ويحاسب نفسه ويخاف ذنوبه، وهو مع هذا يحسن الظن بربه، ويعلم أنه سبحانه بر كريم، رؤوف رحيم، وأنه سبحانه أرحم بعباده من الأم بولدها، ولرضا الله عن عبده علامات يرجى مع وجودها، ويخشى عدمه مع عدمها؛ وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية، 20634، 21885 109983.
فعليك أيها الأخ الكريم أن تتقي الله ما استطعت، وأن تغض بصرك عن الحرام ما وسعك، ولا تضرك نظرة الفجأة، ولكن اصرف بصرك. وبقدر مجاهدتك لنفسك في هذا الأمر وغيره، يكون توفيق الله لك ومعونته إياك، كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا.{العنكبوت:69}.
واحرص على طاعة الله تعالى، محافظا على الفرائض، مجتهدا في فعل النوافل، مكثرا منها ما استطعت، ثم أحسن ظنك بربك واجتهد في دعائه أن يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، ويغفر ذنبك، ويتقبل منك صالح عملك.
والله أعلم.