الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تاب العبد من ذنوبه توبة نصوحا صادقة محيت عنه تلك الذنوب، ولم يؤاخذ بها، وكان كمن لم يذنب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فعليك أن تجتهدي في تصحيح توبتك، وتكثري من فعل الحسنات؛ فإنها تذهب السيئات، ثم أحسني ظنك بربك تعالى، وثقي بعفوه وسعة كرمه سبحانه.
وأما كفارة ما فعلته من الذنب فهو التوبة منه المستجمعة لشروطها وهي : الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، فمتى استوفت التوبة شروطها كانت مقبولة ماحية لأثر ذلك الذنب، ثم إن كان المني قد خرج منك بفعلك في نهار رمضان فقد فسد صومك، ويلزمك قضاء ذلك اليوم الذي أفسدته، ولا تلزمك كفارة على الراجح؛ لأنها لا تجب إلا في الفطر بالجماع، وانظري الفتوى رقم: 111609، وإن لم يكن قد خرج منك المني فإن صومك لم يفسد بذلك الفعل لأن المعاصي لا تفسد الصوم عند الجماهير، وإن كان تعمد المعصية في نهار رمضان ينقص الأجر.
والحاصل أن الواجب عليك هو القضاء إن كان قد خرج منك المني، وإلا فلا قضاء عليك.
والله أعلم.