الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الأسئلة كلها ناشئة عن الوسوسة، وليس للوساوس علاج سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601، فإذا شككت في خروج شيء منك فلا تلتفتي للشك ولا تبالي به، ولا تفتشي وتنظري هل خرج منك شيء أو لم يخرج، وإذا رأيت ما تشكين في كونه منيا أو مذيا أو من رطوبات الفرج، فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت، وانظري الفتوى رقم: 158767، وإذا شككت هل هو مذي أو رطوبة عادية فلك أن تجعليه رطوبة عادية، وإذا شككت في تنجس شيء فالأصل طهارته.
والماء المنفصل عن غسل يدك أو غيرها إذا كان غير متغير بالنجاسة فإنه طاهر لا يضرك ما يصيبك منه، والاستنجاء يكفي فيه صب الماء على موضع النجاسة حتى يغلب على الظن زوالها، ولا يلزم غسل باطن الفرج، وإنما يغسل ما يظهر عند القعود، وإذا شككت هل كملت غسل العضو في الوضوء أو لا، فدعي الشك واطرحيه عنك، وأقنعي نفسك بأنك قد أكملت الغسل الواجب، وإذا وسوس لك الشيطان بأن نيتك قد انقطعت أو أن عبادتك قد بطلت، فدعي عنك هذا كله، ولا يلزم الاغتسال من النجاسة، وإنما يصب الماء على موضعها فقط، ولا تحكمي بخروج المذي أو المني منك إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، وأما الوسوسة في باب الكفر فلا تبالي بها كذلك، واعلمي أن هذه الخواطر وتلك الأفكار لا تضرك ما دمت كارهة لها نافرة منها، وانظري الفتوى رقم: 147101،فإذا عملت بهذه القواعد العامة التي وضعناها لك زالت عنك تلك الوساوس بإذن الله، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.