الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالنية القصد، كما بيناه في الفتوى رقم: 234700.
فمن قصد فعل شيء فقد نواه ولا تحتاج إلى عناء كبير ومعالجة لاستحضارها, فمن دخل عليه وقت الفجر -مثلا- وقام قاصدا صلاتها فقد حصلت له نية الفريضة والأداء, ولا تشترط نية كونها أداء أو قضاء, جاء في الموسوعة الفقهية: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ فِي الْجُمْلَةِ إِلَى أَنَّهُ لاَ يُشْتَرَطُ تَحْدِيدُ الأْدَاءِ أَوِ الْقَضَاءِ فِي نِيَّةِ الصَّلاَةِ... قَال الْحَنَفِيَّةُ كَمَا نَقَل ابْنُ نُجَيْمٍ: إِذَا عَيَّنَ الصَّلاَةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا صَحَّ، نَوَى الأْدَاءَ أَوِ الْقَضَاءَ... اهـ.
وأما المقصود بالنية قبل العبادة بزمن يسير: فمعناه أن يقصد فعلها قبل شروعه فيها بزمن يسير عرفا, وجوز بعض الفقهاء تقديمها بزمن غير يسير ما لم ينو فسخها، وعند بعضهم تكفي نيتها عند الخروج لأدائها، كما فصلناه في الفتوى رقم: 132505.
ونرى أن التدقيق في مثل هذا قد يجر صاحبه إلى الوسوسة, وبعض الأسئلة السابقة للأخ السائل تُشعر بأنه مصاب بشيء من الوسوسة، فنوصيه بتقوى الله تعالى وعدم الاسترسال معها ولا التدقيق فيما تمليه عليه, وليعلم أنه إذا قام إلى الصلاة قاصدا فعلها فقد حصلت نية الصلاة والأداء وكفى.
والله أعلم.