الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإننا ننصحك ابتداء فنقول: ما دام صديقك تاركًا للصلاة، وبائعًا للسجائر، ومصرًّا على معصيته، فإنه لا ينبغي أن تغتر بما تراه فيه من الأمانة، فإنها ربما رُفعت من قلبه في ليلة واحدة بسبب معاصيه، فيصبح خائنًا, فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن رفع الأمانة فقال:... يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيءٌ... إلخ. والحديث في الصحيحين.
قال الملا علي القاري في المرقاة: يريد أن الأمانة ترفع عن القلوب عقوبة لأصحابها على ما اجترحوا من الذنوب؛ حتى إذا استيقظوا من منامهم لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه. اهـ.
وأما هل يجوز لك التعامل معه: فإن كان تاركًا للصلاة كسلًا ـ كما يظهر من السؤال ـ فهو من جملة المسلمين، ولا يكفر كفرًا أكبر بترك الصلاة عند جمهور الفقهاء، ويجوز التعامل معه بيعًا وشراء، ومشاركة كسائر المسلمين، إلا أنه لا يجوز أن تشاركه في مشروع محرم، كالمتاجرة في السجائر، ونحوها من المحرمات، وإن تركها جحودًا فهو مرتد، والمفتى به عندنا جواز التعامل معه بيعًا وشراء، كما فصلناه في الفتوى رقم: 99076.
ولا شك أن الأحوط والأبرأ لذمتك ترك التعامل معه, وينبغي لك أن تجتهد في نصحه، فإن رأيت منه إعراضًا وصدودًا عن النصيحة، فاهجره في الله تعالى، ولا خير لك في مصادقته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِي. رواه أبو داود، والترمذي.
والله أعلم.