الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما من إنسان إلا وهو يذنب، ولكن يجب على من وقع في المعصية أن يبادر بالتوبة النصوح؛ فإن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم مهما كان عظيما؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الإنسان ليس معصوما من الذنب، لا بد لكل إنسان من ذنوب كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. وقال صلى الله عليه وسلم: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ثم جاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم. فلا بد للإنسان من ذنب، ولكن ماذا يصنع؟ يجب عليه إذا أذنب ذنبا أن يرجع إلى الله ويتوب إليه، ويندم، ويستغفر حتى ينمحي عنه ذلك الذنب. انتهى.
فليبادر هذا الشخص بالتوبة النصوح مما أقدم عليه من الذنب، وليعلم أنه مهما كان ذنبه عظيما، فإن عفو الله أعظم، وليفتح في حياته صفحة جديدة يعزم فيها على طاعة الله تعالى، والاستقامة على شرعه، وأما تذكره لذنوبه الماضية، ففيه تفصيل أوضحناه في الفتوى رقم: 161551 فلتنظر.
والله أعلم.