الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجعفر هذا هو عم الإمام الثاني عشر عند الطائفة الاثني عشرية، ويلقبونه بالكذاب، لأنه حاز ميراث أخيه الحسن العسكري بعد موته لكونه لم يعقب، فليس له ولد، وذلك يهدم معتقد الاثني عشرية في وجود الإمام صاحب الزمان المختفي في سرداب سامراء! ولهذه الفرية من الاثني عشرية ذكر الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ترجمة جعفر الزكي زيادة على تراجم ميزان الاعتدال للذهبي، لينبه على بطلان تلقيبه بالكذاب، فقال في ترجمته: جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني، أخو الحسن الذي يقال له: العسكري، وهو الحادي عشر من الأئمة الإمامية، ووالد محمد صاحب السرداب، وكان جعفر مباينا لأخيه الحسن فسماه شيعة الحسن: جعفر الكذاب، واشتهر بذلك لكون الذي لقبه بذلك من شيعتهم، ذكرته لأنبه على السبب في نسبته إلى الكذب، وأنها لا أصل لها لأنهم لا يوثق بنقلهم. اهـ.
وعندما تعرض الألوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية لإساءة الشيعة لأهل البيت وبغضهم وسبهم لأكثر أولاد فاطمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قال في ضمن ما ذكر: ولقبوا أيضا جعفر بن علي أخا الإمام الحسن العسكري بالكذاب. اهـ.
وقال الشيخ محب الدين الخطيب في تعليقه على الكتاب: هو أبو عبد الله جعفر بن علي بن محمد الهادي العسكري، اتهمه الإمامية بالفسق وشرب الخمر، لأنه أخذ تركة أخيه بعد موته وأنكر أن يكون له ولد، مات سنة 271هـ دائرة المعارف الشيعية العامة: 7ـ 196ـ ويدعي الإمامية أنه طمع بميراث أخيه، ولذلك أخفى الحسن العسكري خبر مولد ابنه عن الناس، قال الطوسي: لأن الحسن ـ عليه السلام ـ كان كالمحجور عليه وكان الوالد يخاف عليه لما علم وانتشر من مذهبهم أن الثاني عشر هو القائم بالأمر، لإزالة الدول فهو المطلوب لا محالة، وخاف عليه أيضا من أهله كجعفر أخيه الذي طمع في الميراث والأموال، فلذلك أخفاه ووقعت الشبهة في ولادته. الغيبة: ص 76ـ اهـ.
وقال الشيخ إحسان إلهي ظهير في كتاب الشيعة وأهل البيت: كتب المفيد وغيره: فلم يظهر ولده في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته، وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد ـ ع ـ وأخذ تركته وسعى في حبس جواري أبي محمد واعتقال حلائله... وحاز جعفر ظاهراً تركته أبي محمد عليه السلام واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه، فهذا هو الثاني عشر إن كان لهم الثاني عشر، وفعلاً اعتقد القوم منهم إمامته وسموا بالجعفرية، ولكن الشيعة سبوه وشتموه كعادتهم مع الآخرين، فقالوا فيه ـ أي جعفر بن محمد ـ هو معلن الفسق فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقل من رأيته من الرجال، وأهتكهم لنفسه خفيف، قليل في نفسه ـ الأصول من الكافي ـ 1 ـ504ـ ويسمونه جعفر الكذاب وغير ذلك من الأوصاف الكثيرة القبيحة. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 118155.
والله أعلم.