الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك على الحال الذي ذكرت من شرب الكحول وحضور الحفلات المختلطة والذهاب إلى الرجال الأجانب في مساكنهم واختلاطها بهم، فإنها على منكرات عظيمة، وسالكة لبعض سبل الفساد، ومن أهم ما نوصيك به الدعاء لها بأن يرزقها الله رشدها ويردها إلى صوابها ويهديها صراطه المستقيم ويتوب عليها لتتوب، فالدعاء من أعظم أسلحة المؤمن وربنا قريب مجيب، قال عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
وننصحك بأن تهون على نفسك وأن تتسلى بالصبر على هذا البلاء، فالصبر من خير ما يتسلى به المؤمن عند حلول المصائب، ولك أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم صبر حين اتهمت زوجته وأحب نسائه إليه في عرضها، وصبر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فهي الصديقة ابنته، ومع هذا الابتلاء قال الله تعالى: لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ {النور:11}.
والجزع لا يأتي بمرغوب ولا يدفع بمرهوب، والأخطر أن تفكر في الانتحار، فهو داء ووبال وفيه خسران الدنيا والآخرة، وراجع فيه الفتوى رقم: 10397.
وبدلا من مواجهتكم لها بالنصح ينبغي أن تسلط عليها بعض الفضلاء من الأقرباء أو الأصدقاء ممن ترجون أن تسمع قولهم ليناصحوها ويحضوها على التوبة والإقدام على الزواج وتحصين النفس وحملها على العفة ويخوفوها بالله تعالى وأليم عقابه عسى أن تتوب، فإن تابت فالحمد لله وإلا فبرها واجب عليكم على كل حال، فإساءتها لا تسقط برها فيجب الحذر من العقوق، وانظر الفتويين رقم: 177997، ورقم: 25001.
ومن العقوق هجرها، ولذلك لا يجوز، ومن أهل العلم من أجاز هجرها إن غلب على الظن أن يكون فيه مصلحة لها، وراجع الفتوى رقم: 135440.
وإذا ثبت أن الأخوات سحاقيات فالواجب الإنكار عليهن بالحسنى وتذكيرهن بالله تعالى وبخطورة هذا الأمر، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 9006.
فإن لم يرتدعن ورجي أن ينفعهن الهجر فليهجرن.
والله أعلم.