الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن علم الطب من العلوم الجليلة عظيمة النفع، بل هو من فروض الكفايات، وانظر الفتويين رقم: 63622، ورقم: 99124.
إلا أن الأفضل في حق كل إنسان أن يدرس في المجال الذي يميل إليه، ويغلب على ظنه فلاحه فيه، فإن كان هذا الطالب يغلب على ظنه الفلاح في المجال الطبي، وقد تيسرت له أسبابه، فليتوكل على الله، ويمضِ في ذلك الأمر، علمًا أنه يمكنه الجمع بين الدراسة عمومًا، وبين تحصيل العلم الشرعي، وانظر الفتويين رقم: 28511، ورقم: 57871.
أما إن كان لا يرغب في المجال الطبي أصلًا، فالأفضل في حقه أن يتخصص في مجال نافع آخر يميل إليه، وينبغي لهذا الطالب ألا يقصر مقارنته بين الكليتين على وقت الدراسة فيهما فقط، بل ينظر كذلك إلى ما بعد التخرج، كما ننصحه باستشارة العقلاء من أهل العلم والصلاح القريبين منه ممن يعرفون أحواله، فسيكونون ـ بإذن الله ـ أبصر به، وبما يصلحه إن شاء الله.
والله أعلم.