استحباب ذكر الموت عند النوم، والترغيب بالشوق للقاء الله

3-4-2014 | إسلام ويب

السؤال:
سؤالي بارك الله فيكم: ما حكم من يتذكر الموت قبل النوم كل يوم، بعد قراءة أذكار النوم، ويشتاق للقاء الله، ويتهيأ له بأن الروح تخرج منه،
وينتظر ملائكة بيض الوجوه، وهو يذكر الله من تسبيح، وتحميد، وتهليل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالمسلم مأمور بالإكثار من ذكر الموت، كما بينا بالفتوى رقم: 124919، فذكرك له عند النوم، امتثال لهذا الأمر.

 وثمرة ذكر الموت الاجتهاد في العبادة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته، لحري أن يحسن صلاته. أخرجه البيهقي في كتاب الزهد الكبير، وحسنه الألباني.

وراجع الفتويين: 190931 ، 173659.

وأما ما ذكرت من الاشتياق إلى الله تعالى، فهو أمر حسن، فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك. أخرجه النسائي وغيره.

قال المناوي في فيض القدير: قال ابن القيم: جمع في هذا الدعاء بين أطيب ما في الدنيا وهو الشوق إلى لقائه، وأطيب ما في الآخرة وهو النظر إليه. انتهى.

وقال ابن القيم في طريق الهجرتين: وإذا كان الشوق هو سفر القلب في طلب محبوبه، ونزوعه إليه، فهو من أشرف مقامات العبيد وأجلها وأعلاها، ومن أنكر شوق العبد إلى ربه، فقد أنكر محبته له؛ لأن المحبة تستلزم الشوق، فالمحب دائما مشتاق إلى لقاء محبوبه، لا يهدأ قلبه، ولا يقر قراره إلا بالوصول إليه. انتهى.

وقال في مدارج السالكين: قال بعضهم: كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الشوق إلى لقاء الله. لم يسكن شوقه إلى لقائه قط. انتهى. 

وأما تخيل خروج النفس، والملائكة البيض؛ فلا حرج فيه، وقد ثبت في المسند وغيره عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله، ورضوان، فتخرج، فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء.. الحديث. وصححه الألباني، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوطإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. انتهى. 

 لكن لا تقف عند ذلك، واجتهد في مزيد من الاستقامة.

والله أعلم.

www.islamweb.net