الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الإصغاء إلى تلاوة القرآن أمر مندوب، بل قد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبه، وراجعي الفتوى رقم: 14575 والذي نعلمه أن وقت تشغيل تلاوة القرآن في فترة الطابور الصباحي المدرسي قصير، فليؤجل الحديث إلى وقت آخر يكون مناسبًا للتحدث.
أما إن كان المقصود أن الإدارة تشغل التسجيل في وقت الفسحة، فهذا وقتٌ لا يليق بتشغيل تلاوة القرآن؛ لأنه في العادة وقت لعبٍ ولغطٍ من الطالبات، وهو وقتهنَّ المتاح للتحدث والتسامر، والذي ينبغي على الإدارة اختيار وقتٍ غير هذا الوقت؛ لِـئلا يكون فيه إزراءٌ بالقرآن، وامتهانٌ له، وهو كلام الله العظيمِ، فإن كان الأمر كذلك، فلَيتكِ تنبهين الإدارة إلى هذا.
ثم إن أحبت الإدارة أن تشغل شيئًا ينفع من تستمع من الطالبات، فيمكنها تشغيل محاضرة دينية، أو أشعار تدعو إلى مكارم الأخلاق، ونحو ذلك مما هو غير تلاوة القرآن، وتجعل تلاوة القرآن في وقتٍ آخر يليق به.
قال العلامة البهوتي الحنبلي في شرح المنتهى: ويستحب استماع القراءة، ويكره الحديث عندها بما لا فائدة فيه، ولا يجوز رفع الصوت في الأسواق بالقرآن، مع اشتغال أهلها بتجارتهم، وعدم استماعهم؛ لما فيه من الامتهان. اهـ.
وقال ابن مفلح في الفروع: قال حنبل: كثير من أقوال، وأفعال يخرج مخرج الطاعات عند العامة، وهي مأثم عند العلماء، مثل القراءة في الأسواق، ويصيح فيها أهل الأسواق بالنداء والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك امتهان. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ليس من الآداب أن يتلى كتاب الله ولو بواسطة الشريط وأنت متغافل عنه؛ لقول الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} الأعراف/20 ، فلذلك نقول: إن كنت متفرغًا لاستماعه فاستمع، وإن كنت مشغولًا فلا تفتحه. انتهى.
والله أعلم.