الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يفعل العبادة طاعة لله، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، لا دفعًا للتهمة عن نفسه، وطلبًا لحسن ظن الناس به؛ بحيث لولا دفع التهمة ما فعلها, ومن وقع في هذا فقد وقع في أمر لا يجوز، ولا شك.
قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما. اهــ .
ونحن وإن ذكرنا في فتاوى كثيرة خلاف الفقهاء في وجوب جماعة المسجد - ورجحنا في بعضها عدم الوجوب - فإن هذا لا يعني التساهل فيها, وصلاة الجماعة في المسجد أوجبها كثير من الفقهاء, وقد كان التخلف عنها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أمارة على النفاق، لا سيما جماعة العشاء وجماعة الفجر.
فاتق الله - أخي السائل - واجتهد على أداء الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد طاعة لله تعالى، وتطهيرًا لنفسك من أمارات النفاق، لا دفعًا للتهمة عن نفسك، وطلبًا لحسن ظن الناس بك .
والله تعالى أعلم.