الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما دعاء الشخص بالمغفرة للمسلمين: من آذاه لسانه منهم، ومن لم يؤذه، فهذا مما يتقرب به إلى الله تعالى، وقد حكى الله تعالى عن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أن من دعائه أن يقول: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {إبراهيم: 41}.
كما حكى الله تعالى عن نوح - عليه الصلاة والسلام - دعاءه قائلًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا {نوح: 28}.
ولعل الأخ الكريم يقصد السؤال عما إذا كان هذا القدر من الدعاء يكفي لتكفير أذاه للناس.
وعلى هذا التقدير يكون الجواب أن على الشخص أن يتوب إلى الله تعالى من أذية المسلمين، وأن يستسمحهم إذا لم يؤد ذلك إلى مفسدة، كالبغضاء، والشقاق.. وإن خشي الفساد في إخبارهم، فإنه يكتفي بالدعاء لهم، والتحدث عن ما يعلم من محاسنهم مقابلة لأذيتهم؛ وانظر الفتوى رقم: 127572.
والله أعلم.