الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكفاءة المعتبرة في النكاح هي الكفاءة في الدين، فلا تزوج مسلمة بكافر اتفاقاً، ولا تزوج عفيفة ذات دين بفاسق أو فاجر عند أكثر أهل العلم.
وأما الكفاءة في النسب، فهي معتبرة عند أكثر أهل العلم أيضاً، إلا أنهم يقولون إن الكفاءة في النسب حق للمرأة والأولياء فلهم اشتراطه، ولهم إسقاطه، وإذا أسقطوه صح النكاح ولم يبطل.
والذي ننصح به المرأة والأولياء هو قبول من جاءهم وهو مرضي في دينه وخلقه، ولو كان نسبه غير رفيع من وجهة نظر الناس، فإن الكريم هو من كان كريماً عند الله، وقد قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].
وكم من كريم عند الناس لا يساوي عند الله شيئاً، وإذا حشر الناس يوم القيامة كان مع الأذلين الخاسئين، وانظري في الفتوى رقم: 998.
وعلى كل، فإذا رفض أبوك زواجك من هذا الشاب، لكونك أرفع منه نسباً، فعليك طاعته، وإن كان قد خالف الصواب إذا كان الشاب ذا دين، وعسى الله أن ييسر لك شاباً آخر صالحاً يرضاه أبوك.
والله أعلم.