الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يلبسك ثوب الصحة والعافية، ويشفيك مما تجد، فالوسواس داء خطير، إن استمرأه المرء، ولم يعرض عنه، كدر صفوه، ونغص عيشه، وأفسد عليه دينه، وقد يحول حياته إلى جحيم، وهو من الشيطان الرجيم، وحكمه وعلاجه ألا يلتفت إليه مهما كان، بل يستعيذ بالله منه عندما يخطر بالبال، ويعرض عنه، ولا يلتفت إليه، وللفائدة حول علاجه انظر الفتويين: 3086 - 51601.
وأما تخلصك مما اشتريته بالمال المكتسب من عملك السابق الذي تبت منه، وكففت عنه، فلا يلزمك، ويجوز لك الانتفاع به؛ لأنك لم تكن تعلم حرمة بيع السجائر، ولما علمت بذلك كففت عن بيعها، كما أن عملك لم يكن منحصرًا في بيعها، بل هي مجرد سلعة من جملة سلع المحل فحسب.
وعلى كل، فالأمر كله مجرد وسوسة من الشيطان، فاصرف نظرك وفكرك عنها، وأقبل إلى عملك وحياتك، وتجنب الخلوة والفراغ، وما يهيج تلك الوساوس، وانتفع بثيابك، وغيرها مما اكتسبته من عملك السابق، ولو شئت التصدق بذلك لعدم حاجتك إليه، فلا حرج في ذلك.
والله أعلم.