الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن فعل الأعمال التي لا تتمحض للعبادة كالهبة، والهدية، وصلة الأرحام، وإكرام الضيف، ومساعدة الغير والإحسان إليهم... بنية المصلحة الدنيوية، حكمها الجواز، ولا ثواب فيها، ولا عقاب، ولا يحتاج فاعلها للتوبة بعدها، ولكنه يكون مأجورا إذا فعل ذلك بنية التقرب إلى الله تعالى. وراجع أدلة ذلك مع أقوال أهل العلم في فتوانا رقم: 231841 وما أحيل عليه فيها، وهي بعنوان: حكم القيام بالأعمال الصالحة من غير العبادات لغرض دنيوي. وفتوانا رقم: 130577 وهي بعنوان: غير العبادات من التّطوّعات لا تتمحض قربة إلا بالنية.
وأما العبادات المحضة فهي التي لا بد فيها من إخلاص النية لله تعالى، وهي التي يأثم من يعملها للمصالح الدنيوية، أو يرائي بها الناس، وتلزمه التوبة إذا قصد بها غير الله تعالى من المصالح الدنيوية.
وإذا تاب المرء من أي ذنب ولو كان شركا بالله، فإن التوبة تمحو أثر الذنب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف.
هذا وليعلم أن فعل المرء الذنب بنية أن يتوب منه هو حماقة؛ فمن يدريه بأن الله سيمهله حتى يحقق التوبة!
والله أعلم.