الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يفعله هذا الرجل أمر مشروع، وهو على خير عظيم، وهو بذلك يعين على البر والتقوى ويعين هؤلاء الذين يوقظهم على طاعة الله تعالى، فلا حرج عليه في أن يستمر في هذا العمل، ولا معنى لإنكار ذلك عليه، وقد نص الفقهاء على استحباب إيقاظ النائم للصلاة، قال النووي رحمه الله: يستحب إيقاظ النائم للصلاة لا سيما إن ضاق الوقت، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البر والتقوى ـ وَلِحَدِيثِ عَائِشَة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنْ اللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَقِيَ الْوِتْرُ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ ـ وَفِي رواية: فإذا أَوْتَرَ قَالَ: قُومِي فَأَوْتِرِي يَا عَائِشَةُ ـ رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ إلَّا نَادَاهُ بِالصَّلَاةِ أَوْ حَرَّكَهُ بِرِجْلِهِ ـ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ، وَلَمْ يُضَعِّفْه. انتهى.
ولكن ينبغي لهذا الرجل ـ أثابه الله ـ ألا يفوت سنة الفجر القبلية، فإنها من أعظم الرواتب أجرا، وكان صلى الله عليه وسلم لا يدعها في السفر ولا في الحضر، وأخبر أن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها، فلا ينبغي أن تشغله تلك الاتصالات عن أداء السنة الراتبة، كما ينبغي ألا يرفع صوته بالحديث في الهاتف لئلا يؤذي المصلين ورواد المسجد.
والله أعلم.