الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسبيل إلى ترك التفكير في تلك الفتاة إن كنت لا ترجو نكاحها أمران: التخلية، والتحلية كما يلي:
ـ أما التخلية : فقطع كل العلائق التي تربطك بها، أو تذكرك بها، ولو أدى ذلك إلى الابتعاد عن صديقك؛ فإن السلامة في الدين لا يعدلها شيء، وقد قال النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه. وفيهما من حديث النعمان بن بشير مرفوعا: فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ. اهـ.
ـ وأما التحلية : فبأن تشغل قلبك بما يملأ فراغه من محابّ الله تعالى من الطاعات، والعبادات والأذكار، فإنما وصل حبها إلى فؤادك لما وجد به فراغا، فإن القلب المشغول بمحابّ الله لا يُشغل بضد ذلك، وعندئذ تندفع عنك شكوك الرياء، وطلب محبة غير الله بالعمل.
وهذا العلاج قد بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في الجملة، ونقلناه لكم في الفتوى رقم: 132387.
وللمزيد في علاج داء الحب، وبيان خطره تنظر الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 117632.
والله أعلم.