الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصي السائلة الفاضلة ابتداء بالصبر الجميل على سوء معاملة أم زوجها وابنتها، ولتعلم أن صبرها على ذلك أجره عند الله عظيم؛ لما فيه من المعاشرة بالمعروف للزوج، واحتمال الأذى لأجله، ولعظيم فضل الصبر والعفو عند الله، قال تعالى: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل: من الآية126].
ودعاء المسلم على المسلم بغير حق محرم لأنه من الظلم، وقد ورد النهي عن الدعاء على الأولاد، ففي صحيح مسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ...لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ.
ودعاء أم الزوج على أحفادها داخل في النهي؛ لأنهم داخلون في عموم الأولاد، فيحرم عليها الدعاء عليهم.
والمرجو أن دعاء أم الزوج على أحفادها أن يكونوا سيئي الخلق لن يكون مجابًا - إن شاء الله - لما فيه من الإثم وقطيعة الرحم، فإن من شروط إجابة الدعاء خلوه منهما، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.
أما الإثم فلأن الدعاء عليهم دعاء بغير حق، فيكون ظلمًا؛ لأنهم أطفال أبرياء غير مكلفين، ولأن الدعاء عليهم بسوء الخلق من الدعاء على الأرحام بالسوء، وهو من أعظم القطيعة.
والله أعلم.