الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه العبارة ليس فيها تكفير للمخاطب، ولا يلزم منها الإتيان بالشهادتين، ولكن تشبيه المسلم بالشيطان لا يجوز، فتجب التوبة منه، والتحلل من المظلوم، فقد ذكر المفسرون عند تفسير قوله تعالى: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ {الصافات:65} ذكروا أن العرب إذا وصفوا شيئًا بغاية القبح قالوا كأنه شيطان، قال القاسمي في تفسيره: "كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّياطِينِ" أي: مثل ما يتخيل ويتوهم من قبح رؤوس الشياطين، فهي قبيحة الأصل، والثمر، والمنظر، والملمس. قال الزمخشريّ: وشبه برؤوس الشياطين دلالة على تناهيه في الكراهية، وقبح المنظر؛ لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس؛ لاعتقادهم أنه شر محض لا يخلطه خير، فيقولون في القبيح الصورة (كأنه وجه شيطان) (كأنه رأس شيطان) وإذا صوره المصوّرون جاءوا بصورته على أقبح ما يقدّر وأهوله، كما أنهم اعتقدوا في الملك أنه خير محض لا شر فيه، فشبهوا به الصورة الحسنة، قال الله تعالى: ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف: 31]، وهذا تشبيه تخييليّ. انتهى. أي لأمر مركوز في الخيال. اهـ .
وراجع الفتوى رقم : 18354.
والله أعلم.