ما حكم النظر لأجنبية لجذب نظرها للحديث الضروري؟

21-4-2014 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم النظر لأجنبية لجذب نظرها للحديث الضروري، حيث إذا لم ينظر إليها لن تحدثه لكثرة اللاهين، وعدم معرفتها مرادي للحديث معها سوى بذلك؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فيجوز النظر إلى وجه الأجنبية ـ إذا وجدت الحاجة أو الضرورة للحديث معها، وتوقف ذلك على النظر إليها ‏ـ بشروط أربعة:

‏1ـ الاقتصار على النظر إلى الوجه دون غيره مما يحرم النظر إليه كالشعر، والعنق: لأن النظر إلى الوجه ‏يحقق المقصود من المحادثة، وغيره باق على أصالة الحرمة، قال السفاريني مقررًا أصالة الحرمة: النَّظَرُ يَنْقَسِمُ إلَى أَقْسَامٍ، ‏مِنْهَا مَا هُوَ مُحَرَّمٌ، وَهُوَ جُلُّ الْمَقْصُودِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، كَالنَّظَرِ إلَى الْأَجْنَبِيَّةِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ تُبِيحُ لَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ ‏النَّظَرُ إلَى جَمِيعِهَا فِي ظَاهِرِ كَلَامِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. انتهى من غذاء الألباب شرح منظومة الآداب. ‏

وقال ملا خسرو مقررًا الاقتصار على الوجه والكفين: (وَيَنْظُرُ) الرَّجُلُ (إلَى وَجْهِ الْأَجْنَبِيَّةِ وَكَفَّيْهَا فَقَطْ) لِأَنَّ فِي إبْدَاءِ ‏الْوَجْهِ وَالْكَفِّ ضَرُورَةً لِحَاجَتِهَا إلَى الْمُعَامَلَةِ مَعَ الرِّجَالِ أَخْذًا وَإِعْطَاءً وَنَحْوَهُمَا. انتهى من درر الحكام شرح غرر ‏الأحكام.

‏2ـ الاقتصار على قدر الحاجة: فإذا حصل المقصود من جذب انتباهها للحديث معها صرفَ بصره عنها؛ ‏لأن الحاجة تقدر بقدرها.

‏3ـ عدم الشهوة أو التلذذ بالنظر إليها، أو بالحديث معها: قال السفاريني: قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: وَيَحْرُمُ النَّظَرُ ‏بِشَهْوَةٍ إلَى كُلِّ أَحَدٍ سِوَى الزَّوْجَيْنِ، وَأَمَتِهِ غَيْرِ الْمُزَوَّجَةِ، فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الْأَجْنَبِيَّةُ، وَالْأَمْرَدُ وَاَلَّذِي لَهُ لِحْيَةٌ، وَأَمَةُ غَيْرِهِ، ‏وَذَوَاتُ الْمَحَارِمِ، وَالْعَجُوزُ، وَالْبَرْزَةُ، وَاَلَّذِي يَنْظُرُ إلَيْهَا عِنْدَ الشَّهَادَةِ عَلَيْهَا، وَالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، وَاَلَّتِي يَخْطُبُهَا ... فَهَذَا ‏كُلُّهُ حَرَامٌ إذَا كَانَ مَعَهُ شَهْوَةٌ ... وَمَعْنَى الشَّهْوَةِ التَّلَذُّذُ بِالنَّظَرِ كَمَا فِي الْإِنْصَافِ. انتهى من غذاء الألباب شرح ‏منظومة الآداب.‏

‏4ـ أمن الفتنة: لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه. وقد عدّ الهيتمي النظر إلى الأجنبية بشهوة مع خوف الفتنة من الكبائر (الكبيرة رقم : 242) وينظر ‏كلامه في الفتوى رقم: 197955.‏

والله أعلم.

www.islamweb.net