الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن فتن أهل الضلال تطل برؤوسها الشيطانية على البشر في كل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وما هذا إلا لحتمية الصراع بين الحق والباطل على الدوام، قال تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض [البقرة:251]. وإذا كانت هذه الفتن من عند الكفار، فنحن على بينة منهم، لكن الأمر يكون أدهى وأمر حينما تخرج هذه الفتن من بني جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا.
وفتنة الشخص المذكور معلومة، وبطلان ما جاء به واضح ظاهر، لأنه خرج عن منهج العلم القويم، واتبع في تفسير كلام الله تعالى عقله وهواه، فضلَّ ونعوذ بالله من أن يُضل غيره.
وأعظم الطامات التي أتى بها تضمنها كتابه المذكور في السؤال (الكتاب والقرآن)، ولو أردنا تقصي ما فيه من التلبيس والتضليل لطال الأمر طولاً لا يناسب مقام الفتوى، لكننا نجمل ذلك في الآتي:
1- اعتمد الشحرور المنهج اللغوي في تحديد معاني الألفاظ، وعدم وجود الترادف في اللغة، وفسر القرآن على أساس ذلك، وهذا منهج مرفوض، لأن كثيراً من الألفاظ التي تدل لغة على معنى معين أضاف الشرع إليها معاني أخرى، مثل كلمة (الصلاة) فهي لغة الدعاء، لكنها في الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم.
2- يعتبر الشحرور تطبيق الرسول للإسلام غير ملزم للأمة في شيء.
3- يرفض الشحرور السنة كمبين ومفصل ومقيد ومخصص للقرآن.
4- اعتمد الشحرور على عقله وحده في تفسير القرآن، فجاء بعجائب من التفسير لم يُسبق إليها، وهو أمر طبيعي لكل من اعتمد على العقل وحده دون النقل.
وبناء على ذلك؛ فإننا نحذر الأمة من تداول هذا الكتاب أو قراءته أو الترويج له، بل يجب على الجميع أن يحذروا الناس منه وينبذوه. وللسائل مراجعة الفتاوى التالية ليزداد بصيرة في أمره: 86000 16725 17498 11702 20598.
والله أعلم.