الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأولى للمرأة أن تطيع زوجها في زيارة أهله؛ لما في ذلك من الإحسان إليه وإلى أهله، وإعانته على بر والديه، لكن ذلك ليس بواجب عليها، ولا سيما إذا كانت تتأذى من زيارتهم، وراجعي الفتوى رقم: 183119.
وليس من الواجب على الرجل أن يطلع زوجته على قدر ما يملكه من المال، وأوجه صرفه، ونحو ذلك، وإنما الواجب عليه أن ينفق عليها، ويعاشرها بالمعروف، والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتبيني له أن عليه أن يبر والديه، لكن لا يجوز له أن يبرهما بظلم زوجته، وإنما عليه أن يجمع بين بر والديه، وإحسان عشرة زوجته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 66448.
ويمكنك توسيط بعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم من أهل الدين والمروءة، فإن لم يفد ذلك فحكم من أهله، وحكم من أهلك، كما قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء: 35}.
والله أعلم.