الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الورع وتحري الحلال أمر حسن محمود، ولكن لا ينبغي أن يصل بصاحبه إلى حد الغلو والتنطع والوسواس، وانظري الفتوى رقم: 198633.
ولتعلمي أنه ليس عليك التدقيق والبحث في حلية الطعام أو طهارته ما لم يكن ثَمت موجب للارتياب فيه، لأن الأصل في الأشياء الحل والطهارة، فقد أهدت يهودية إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية، كما روى أبو داود وغيره ولم يستفسر عنها هل هي من الحلال أو الطاهر.؟... وفي الموطأ: أن عمر ـ رضي اللَّه عَنهُ ـ خرج في ركب فيه عمرو بن العاص حتى وردوا حوضاً، فقال عمرو بن العاص لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟ فقال عمر: يا صاحب الحوض لا تخبرنا عن حوضك.. الحديث.
وفي مقدمات ابن رشد المالكي: قال ابن القاسم في الطعام إنه لا يطرح إلا بيقين، وكانوا يقولون: الْحَلَالُ مَا جُهِلَ أَصْلُهُ لَا مَا عُلِمَ أَصْلُهُ.
فما دمت لا تعلمين أصل الزيت هل هو نباتي أو حيواني، أو أنه من حلال أو من حرام أو طاهر أو نجس، فلك أن تستعمليه دون حرج، إلا إذا غلب على ظنك أنه نجس.. فعليك أن تبحثي حينئذ عن حقيقته، لأن غلبة الظن تنزل منزلة اليقين إذا تعذر الوصول إلى اليقين، وراجعي فتوانا رقم: 237346، بعنوان: حكم العمل بغلبة الظن عند عدم توفر اليقين.
وإذا تنجس الفم بالدم أو الطعام النجس أو غيرهما من النجاسات فيجب تطهيره، ولا بد من إزالة بقايا الطعام النجس وتطهير الفم بعدها، ولا يلزم من ذلك إزالة ترسبات الجير.
والله أعلم.