الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب على الحال الذي وصفت، فهو على منكرات عظيمة، ومن أشدها الكذب، فهو كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعظم أسباب سخط علام الغيوب، وهو من صفات المنافقين، ولا يطبع عليه عباد الله المؤمنين، والهازل فيه كالجاد، وراجع بعض النصوص الواردة في ذمه، في الفتوى رقم: 3809، والفتوى رقم: 26391، والفتوى رقم: 206389.
ومن الغريب أن تكون محبًّا لرجل هذه صفاته، أو أن تتخذه صديقًا، فالمرء يعرف بصاحبه في الدنيا، ويحشر معه يوم القيامة، وقد حث الشرع على مصاحبة الأخيار، ومجانبة صحبة الفجار، وراجع الفتوى رقم: 24857.
وأغرب من ذلك أن تترك له الحبل على الغارب ليجالس أختك، أو يخلو بها، أو يخرج معها، ويمازحها، ويضاحكها، بل ويطلب منها لمسها، وتقبيلها، وتحكي هذه الأشياء، وكأنها أمر عادي، فهذا منكر يجب عليك التوبة منه، ويجب عليك صيانة أختك من أسباب الفتنة؛ وراجع الفتوى رقم: 56653.
وإذا كان راغبًا في الزواج منها، فالرغبة في الزواج لا تسوغ ذلك كله، وهو ليس أهلًا لأن يكون زوجًا لأختك، فهو غير مرضي الدين والخلق، وقد روى ابن ماجه، والترمذي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
وإذا كنت وليها، وزوجتها من مثله، فقد خنت الأمانة، وفي الصحيحين عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة.
والله أعلم.