الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الإقدام على النذر كرهه كثير من أهل العلم، وخاصة النذر المعلق، وتكون الكراهة أشد إذا كان مكررا؛ لما قد يؤدي إليه من المشقة، والملل، وعدم الوفاء.
جاء في الشرح الصغير للشيخ الدردير: وَكُرِهَ الْمُكَرَّرُ: كَنَذْرِ صَوْمِ كُلِّ خَمِيسٍ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ الثِّقَلِ عَلَى النَّفْسِ، فَيَكُونُ إلَى غَيْرِ الطَّاعَةِ أَقْرَبُ. اهـ.
والنذر المؤقت بزمن معين يجب الوفاء به في وقته، فإذا تأخرّ عنه لزم قضاؤه في أقرب وقت، لكن إن أخره بعذر كنسيان، لم يأثم، وإن أخره بغير عذر أثم، وتلزم في تأخيره عن وقته كفارة يمين عند الحنابلة زيادة على القضاء.
قال الباجي في المنتقى متحدثا عن النذر المؤقت: فإذا مضى زمن النذر ولم يصمه، تعلق قضاؤه بذمته. اهـ.
ولذلك، فإن عليك أن تبادر بقراءة الجزء الذي فاتتك قراءته، قضاء له، والأفضل أن تخرج مع ذلك كفارة يمين، خروجا من خلاف من أوجب ذلك.
والله أعلم.