الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن نظم الشاعر لمعنى مذكور في القرآن، لا حرج فيه, إن لم يقل: قال الله تعالى، وقد ذكرنا بالفتوى رقم: 172833 . أن تضمين بعض كلمات القرآن أو آياته كلام المتكلم، يدخل فيما يعرف بالاقتباس، وهو مما لا حرج فيه إذا كان لغرض صحيح، ولا يعد هذا تحريفا للقرآن ما دام قائله لا يزعم أنه من كلام الله تعالى.
وأما نسبة الشخص عبارة إلى الله تعالى، وتصريحه بقوله: قال الله في كتابه، فلا يجوز العدول فيه عن اللفظ القرآني؛ لأن الرواية للقرآن بالمعنى لا تجوز، ولأن تصريحه بقوله: قال الله، يخرجه عن الاقتباس الذي ذكرنا جوازه سابقا؛ لأن الاقتباس عرفه الجلال السيوطي بقوله: الِاقْتِبَاسُ تَضْمِينُ الشِّعْرِ، أَوِ النَّثْرِ بَعْضَ الْقُرْآنِ لَا عَلَى أَنَّهُ مِنْهُ، بِأَلَّا يُقَالَ فِيهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَنَحْوُهُ. انتهى.
وأما قول: " رتل قرآنك، أو راجع قرآنك " فلا حرج فيه؛ لأنه إنما يقصد بها ما يقرؤه الشخص، أو يحفظه من القرآن، ولا يقصد به أن القارئ هو الذي أنشأ القرآن، كما أنه يسوغ أن يضاف الكتاب إلى من أنزل عليهم، فنقول عن القرآن الكريم هذا كتابنا، أو قرآننا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهودي: ..ما حد الزنا في كتابكم .. ، والحديث أخرجه أبو داود في سننه، وصححه الألباني.
والله أعلم.