الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم جزء أساسي من عقيدة المسلم فلا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين وحتى من نفسه التي بين جنبيه.
ولهذا جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث
أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. فالمسلمون يحبون نبيهم صلى الله عليه وسلم ويعظمونه ولكن ذلك يجب أن يكون مضبوطاً بتعاليمه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والاقتداء بهديه.
قال تعالى مخاطباً لنبيه صلى الله عليه وسلم:
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31].
ولا شك أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مناف لاتباعه صلى الله عليه وسلم، واتباع السلف الصالح من الخلفاء الراشدين والقرون المشهود لهم بالخير.
بل هو بدعة محدثة ابتدعها الفاطميون (العبيديون) في القرن السادس الهجري، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه
البخاري ومسلم. وفي رواية
لمسلم من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. هذا ما يخص بدعة المولد.
وأما الموسيقى فإنها لا تجوز شرعاً، ويشتد منعها إذا قصد بذلك العبادة أو التقرب إلى الله تعالى فهذا ذنب آخر، فالله تعالى لا يتقرب إليه إلا بما شرع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. رواه
البخاري فعليك -أخي الكريم- أن تبتعد عن هذه البدع وعن سماع الموسيقى فلا خير في ذلك كله، وأما حكاية الأشعار وإنشاد مدائح النبي صلى الله عليه وسلم بدون موسيقى وبدون غلو فلا حرج فيها فقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر والنثر في حياته وبعد مماته، ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم:
6064.
والله أعلم.