الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد الله الذي وفقك للتوبة وهداك للإنابة إليه، فقد وقعت في إثم عظيم ومعصية كبيرة، فالسرقة من كبائر الذنوب التي لابد فيها من التوبة النصوح، فهي ذنب مركب من ذنبين: حق الله تعالى، وحق العباد، لكن لو كنت تجهلين أصحاب الحقوق ومقدارها، فلك أن تخرجي ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، وتتصدقي به عن أصحابه عملا بما يستطاع، ولو وجد صاحب الحق فيما بعد وعلم، فيخير بين أجر الصدقة أو يعطى حقه، ويكون أجر الصدقة لك، لما في مصنف ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: إن كان عليك دين لرجل فلم تدر أين هو وأين وارثه؟ فتصدق به عنه, فإن جاء فخيّره.
والله أعلم.