الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ـ فلا يجب على الأخت طاعة أخيها في أمور الدنيا ، لأن الله لم يجعل حق الطاعة على المرأة إلا للوالدين والزوج، وعليه الاكتفاء في ذلك بالنصح والإقناع، وهو ما أوضحناه في الفتوى رقم :185631، والفتوى رقم : 65444.
ـ أما في الأمور الدينية: فيجب على الأخ أن يأمر أخته بالمعروف وينهاها عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، فهذا من تمام الصلة الواجبة والاحتساب المطلوب، ولا أثر في ذلك للتقارب بين عمريهما ، لإطلاق أدلة وجوب الإنكار ، كما في حديث أبي سعيد الخدري أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده " رواه مسلم.
ولا يلزم من التغيير باليد الضرب، بل المقصود إتلاف آلة المنكر كالخمرة مثلا، أو الحيلولة بين المنكر عليه ومباشرة المنكر. أما اللجوء إلى الضرب كوسيلة من وسائل الإنكار ، فالأصل فيه المنع لما فيه من الاعتداء المنهي عنه ، لكن إن تعين وسيلة لتغيير المنكر، فقد أجاز بعض أهل العلم اللجوء إليه لمنع وقوع المنكر أو التمادي فيه ، مع مراعاة الضوابط الشرعية المذكورة في الفتوى رقم : 99879، أما بعد وقوعه فلا يجوز لأن الضرب بعد الوقوع يكون للتأديب، وليس للأخ على أخته ولاية التأديب ، وهو ما أوضحناه في الفتوى رقم : 119808.
والله أعلم.