الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج همك ، وييسر أمرك ، ويرزقك زوجا صالحا تقر به عينك. ونسأله سبحانه أن يهدي أباك صراطه المستقيم ويتوب عليه ، فالله على كل شيء قدير ، وكل أمر عليه يسير. فتوجهي إلى ربك بالدعاء بتضرع وخشوع وسليه حاجتك لنفسك والهداية لوالدك. فهو والدك مهما فعل ، وإساءته لا تسوغ لك الإساءة إليه ، فتقعين في العقوق فتنبهي لذلك ، وراجعي فتوانا رقم: 3459.
وإننا نربأ بك أن تصدر عنك هذه العبارة التي وردت في ختام سؤالك وهو قولك : " وأرجوكم أنا أشعر أنكم تتحيزون للآباء أرجوكم أنصفوني ". فإننا في موقعنا هذا نتحرى موافقة الشرع ومقاصده ، ولا نحابي أحدا على حساب أحد، أو جنسا على حساب جنس ، لا نخضع لأهواء أو رغبات الناس ، أو نتأثر بمحاولة تأثير سائل علينا لنجيبه بما يرغب.
وما ذكرت عن أبيك من التفريط في حق زوجته وأولاده ، وظلمه لعباد الله ، وتركه الصلاة وكرهه الدين ، فهو في ظلمات من المنكرات بعضها فوق بعض. فالواجب نصحه وتخويفه بالله تعالى عسى أن يتوب. فإن تاب فالحمد لله ، وإن لم يتب فهل تسقط ولايته لنكاحك بذلك؟
والجواب أن الفسق لا يسقط الولاية في النكاح على الراجح من أقوال الفقهاء. وتارك الصلاة لا يكفر في قول جمهور جماهير الفقهاء ، وكرهه للدين عبارة مجملة، وراجعي في كره الدين فتوانا رقم: 181253 بعنوان: ليس كل ذنب يحبط العمل يكون كفرا.
وعلى تقدير سقوط ولايته لكفره، أو امتناعه عن تزويجك من الكفء، فارفعي أمرك إلى المحكمة الشرعية ليأمر القاضي وليك الأبعد بتزويجك، أو يتولى تزويجك بنفسه، أو يوكل به أحدا من الناس. وانظري الفتويين: 998 - 3804.
والله أعلم.