الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بنا، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنك بنا، وأن يوفقنا وإياك إلى طاعته، وييسر لنا وإياك التوفيق إلى كل خير. ونسأله أن يزيل همك، ويفرج كربك، ويرزقك زوجة صالحة تقر بها عينك.
وقد أحسنت بحرصك على الزواج من فتاة ذات دين، فالمرأة الصالحة كنز، فجزاك الله خيرا. وانظر الفتوى رقم: 28893.
ومن جانب آخر، فقد أصبت الصواب حين لجأت إلى الاستخارة، فهي مشروعة في مثل هذه الأحوال، وحقيقتها تفويض الأمر إلى الله تعالى ليختار لعبده الأفضل، فهو سبحانه علام الغيوب. وينبغي أن تكون على يقين من أنه إذا تم هذا الزواج، كان هذا علامة أنه خير لك، وإذا لم يتم، كان في صرفك عنه خير لك. ولا تعول على مجرد ما يكون من راحة نفسية، أو رؤيا تراها، أو تُرى لك.
وإن لم يقدر الله لك الزواج منها، فلا تتبعها نفسك، ولا تتحسر عليها، بل استقبل حياتك كأن شيئا لم يكن، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وقد يبدلك الله خيرا منها، ففوض أمرك إلى الله فهو القائل عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}. واجتهد في مدافعة الخواطر التي توقعك في الندم، أو ينكد بها الشيطان عليك حياتك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وداوم على الذكر؛ فقد قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
والله أعلم.