الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد بعد البحث أحدا ذكر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا ما كان من الصفوري في نزهة المجالس والسيوطي في الحاوي للفتاوي فقد ذكرا عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: خلق الله تعالى في الجنة شجرة ثمرها أكبر من التفاح، وأصغر من الرمان، ألين من الزبد، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك، وأغصانها من اللؤلؤ الرطب، وجذوعها من الذهب، وورقها من الزبرجد لا يأكل منها إلا من أكثر من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ولم يذكرا سند هذا الأثر، وإنما نقلاه عن كتاب القول البديع، وهذا لا يفيد نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا إلى علي رضي الله عنه.
ومن تمام الفائدة، فإنه يوجد حديث فيه هذا الجزاء لمن صام يوما تطوعا، ولكن في إسناده ضعف، فقد قال الطبراني في المعجم الكبير: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحِ بْنِ حَرْبٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، ثَمَرُهَا أَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، وَأَضْخَمُ مِنَ التُّفَّاحِ وَعُذُوبَتُهُ كَعُذُوبَةِ الشَّهْدِ، وَحَلَاوَتُهُ كَحَلَاوَةِ الْعَسَلِ، يُطْعِمُ اللهُ الصَّائِمَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: لَا يُعْرَفُ. انتهى.
وذكر ابن حجر هذا الحديث في الإصابة، وقال: جرير بن أيوب أحد الضعفاء. انتهى.
والله أعلم.