الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن علاقة الرجل العاطفية بالمرأة الأجنبية لا تكون شرعية إلا من خلال الزوجية، ويعظم الإثم حينما يكون طرفًا هذه العلاقة غير الشرعية متزوجين، كما أن تجسس الزوجة على زوجها أمر محرم، لا تجيزه الشريعة، وإن راودتها الشكوك نحوه؛ ولذلك أدى تجسسها إلى تلك النتائج السلبية، وينظر في حرمة التجسس على الزوج الفتوى رقم: 45258.
وعلى كل، فما دامت تلك العلاقة الخاطئة صحيحة، فالواجب عليه أن يتقي الله في نفسه، وفي زوجته، وفي زوج تلك المرأة الأجنبية، وأن يقطع تلك العلاقة العاطفية معها، وأن يقنع بما أحله الله له من زوجته، كما أننا نوصي الزوجة بأن تحسن تبعلها لزوجها، وتتحبب إليه وتتودد له؛ لئلا تتشوف نفسه إلى غيرها، وقد أحسنت إذ رجعت إليه، فإن ذلك أدعى لكسب وده، وصلاح ذات البين، كما نوصيها بأن تتعاون معه على البر والتقوى، والعمل الصالح، فإن صلاحه سيصرفه عن الحرام، وبأن تجتهد في نصحه بترك ما هو قائم عليه من العلاقة الآثمة، وأن يكون هذا بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن ذلك من واجب المعاشرة بالمعروف بين الزوجين، ونوصيها كذلك بأن لا تلجأ إلى التجسس، والارتياب، والتدخل في خصوصيات زوجها، وينظر في ذلك الفتوى رقم: 52364.
ونوصيها أيضًا بأن تخلص له الدعاء والنصح، وأن تتحلى في ذلك كله بالصبر الجميل، والنفس الطويل، لعل الله أن يصلحه لها، ويرد قلبه إليها، فإن قلوب العباد بيده تعالى يقلبها كيف يشاء، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم، وينظر للمزيد في كيفية تعامل الزوجة إذا أقام زوجها علاقة عاطفية بامرأة أجنبية الفتوى رقم: 63838.
والله أعلم.