الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجب عليك عد حركات المدود أثناء القراءة، ولك أن تكتفي بتقديرها، ولا تتكلف أو تشق على نفسك؛ فإن ذلك يؤدي إلى التنطع، فالأمر يسير والحمد لله؛ وانظر الفتوى رقم: 172823 وما أحيل عليه فيها.
وعليك أن تحذر من الوسواس وتتجنب أسبابه، وتسعى في التخلص منه؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم؛ وانظر الفتوى رقم: 134196.
أما التفخيم في مواضع الترقيق، أو العكس، فإنه من اللحن الخفي الذي لا يبطل الصلاة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 136573
وننصحك بأن تقرأ القرآن قراءة طبيعية، سمحة بأحكام التجويد دون تكلف أو تصنع.
أما الائتمام بإمام يقرأ الفاتحة بدون تجويد. فإن كان يخرج الحروف من مخارجها، ولا يبدل حرفا بآخر، ولا يلحن لحنا يغير المعنى، فتجوز الصلاة خلفه؛ لأن هذا هو الواجب من التجويد، كما سبق بيانه في الفتوى المشار إليها.
أما الراجح في حكم قراءة القرآن بدون تجويد، فهو الجواز إذا كان القارئ ينطق الحروف كما هي، ويقيم حركاتها على الوجه الصحيح.
قال الشيخ ابن عثيمين في اللقاء الشهري: القراءة بالتجويد ليست واجبة ما دام الإنسان يقيم الحروف ضماً، وفتحاً، وكسراً وسكوناً، فإن تمكن الإنسان منه فهذا حسن، وإن لم يتمكن فلا إثم عليه. اهـ.
وقال في مكان آخر: القراءة بالتجويد ليست واجبة، وإنما هي سنة لتحسين الصوت بالقرآن؛ لأنه ينبغي على الإنسان أن يحسن صوته بتلاوة كتاب الله، ومن التحسين التجويد، وأما كونه واجبا فلا، إذا كان الإنسان يقيم الحركات؛ يرفع المضموم، ويفتح المنصوب، ويكسر المجرور، ويسكن الساكن فليس عليه إثم في ذلك. اهـ.
والله أعلم.