الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، والتوبة تقبل من كافة الذنوب، ما لم يفت أوانها، كما بينا بالفتوى رقم: 158289.
وقد سبق بيان شروط التوبة المقبولة، وعلامات قبولها في الفتوى رقم: 5450، وليس من شرط صحتها عدم العود إلى المعصية، وإنما الذي من شرطها العزم على عدم العود، وقد بينا ذلك بالفتويين: 228463، 206719.
وقد بينا بالفتوى رقم: 214003 كفارة من عاهد الله على ترك معصية، ثم فعلها.
وقد ذكرنا شروط توبة المرتد بالفتوى رقم: 94873.
ومع هذا فنرجو أن تتثبت، ولا تحكم على نفسك، ولا غيرك بردة إلا بعد سؤال أهل العلم المعتبرين؛ فالخطأ في هذا الباب وخيم العاقبة.
واعلم أن من تاب من ذنب، ثم عاد إليه، فيكفيه أن يتوب منه على وجه الخصوص، ولا يلزمه أن يتوب توبة عامة، وتجديد التوبة يكون بالاستغفار، ودعاء العبد ربه بأن يتوب عليه، ويتقبل توبته، وليس له وقت محدد من ليل أو نهار؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم؛ فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة. رواه أحمد وغيره عن ابن عمر وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. انتهى.
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.
والله أعلم.