الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يبدو لنا من حال هذه المرأة أنها على طريقة بعض أهل التصوف الذين قد يخلطون الحق بالباطل، وغالبا ما يكون حسن النية مع الجهل بالدين الدافع لهم على الوقوع في ذلك، ومن الحق فيما ذكرت عن هذه المرأة ما يلي:
أولا: تعبير الرؤى: فإن كانت تحسن ذلك، فإنه لا حرج فيه، وراجعي في تعبير الرؤى الفتوى رقم: 38258.
وقد ثبت في السنة الصحيحة أن ما يراه النائم على ثلاثة أقسام: رؤيا صالحة من الله، أو حلم من الشيطان، أو حديث نفس. والرؤيا الصالحة أمرها واضح، ولكن قد يصعب التمييز بين حلم الشيطان وحديث النفس، فكلاهما يمكن أن يكون من الأمور السيئة المفزعة.
ثانيا: حثها إياك على الأذكار وقراءة القرآن والرقية الشرعية والعناية بزوجك وتربية الأولاد على الخير، واجتناب المعاصي كالغيبة ونحوها.
ومن الأباطيل أو الأخطاء في أفعالها هذه الآتي:
الأول: أن الاستخارة لا تدخلها النيابة، فلا يستخير أحد عن أحد، هذا هو الراجح، كما بينا في الفتوى رقم: 56694.
الثاني: ادعاء شيء من الغيب حين تخبر المصاب إن كان هذا من أحد من الناس أم من نفسه بسبب قلة الطاعات أو الوقوع في المعاصي، فهذا أمر لا سبيل إلى الجزم به، فهذا وأمثاله قد يكون مؤشرا إلى التعامل مع الجن والاستعانة بهم، وهذا من شأن السحرة في الغالب.
الثالث: إهداء ثواب القرآن للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا لا يشرع، ويشرع إهداؤه لغيره على الراجح، ولكن تخصيص المشايخ والأولياء محل إشكال، فقد يكون ذلك دافعه ما يكون من أهل التصوف وعوام المسلمين من اعتقاد في هؤلاء، وهذا من الذرائع إلى اعتقاد النفع والضر فيهم والوقوع في الشرك، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 27699.
فنصيحتنا لك أن تجتنبي هذه المرأة، وإذا كانت بك حاجة إلى شيء من الرقية أو تفسير الأحلام؛ فتحري من كان على استقامة في العقيدة والعمل، فغيرهم قد لا يخلو من تعامل مع الجن والاستعانة بهم في معرفة بعض المغيبات ونحو ذلك.
والله أعلم.