الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم دليلاً من الشرع على أنّ المرأة التي تموت دون أن تتزوج، تكون من الحور في الجنة، وإنما ذكر أهل العلم أنّ المرأة الصالحة سواء تزوجت أو ماتت قبل أن تتزوج، فإنها تكون في الجنة خيراً من الحور؛ وانظري الفتوى رقم: 247411
وما كان ينبغي لك أن تسألي الله ألا تتزوجي وأن تبقي عانساً، فالزواج في الأصل مندوب إليه شرعاً، والعزوف عنه مخالف للشرع.
قال العيني –رحمه الله-: فإن النكاح سنة الأنبياء والمرسلين، وفيه تحصيل نصف الدين، وقد تواترت الأخبار والآثار في توعد من رغب عنه، وتحريض من رغب فيه. اهـ.
وقال ابن قدامة –رحمه الله-: النكاح من سنن المرسلين، وهو أفضل من التخلي منه لنفل العبادة. اهـ.
وما دمت رجعت عن ذلك، فلا حرج عليك –إن شاء الله- ولا يلزمك شيء بخصوص ذلك، لكن الذي ننصحك به أن تسألي الله أن يرزقك زوجاً صالحاً.
وإذا تقدم إليك من ترضين دينه، وخلقه فلا تترددي في قبوله، فإنّ تكرار رفض الخطاب، والمبالغة في الشروط المطلوبة في الخاطب، مسلك غير مأمون العواقب؛ وانظري الفتوى رقم: 104869
كما ننبهك إلى أنّه لا حرج على المرأة في عرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281
والله أعلم.