أصلح بين أمك وزوجتك بالحكمة والمداراة

11-5-2014 | إسلام ويب

السؤال:
زوجتي عندها عادة أتعبتني في حياتي، وهي سوء الظن بالناس، جميع الناس. ألاحظ هذا فيها مع كل الناس، ولديها كثير من صديقاتها قامت بمقاطعتهن بناء على مواقف تافهة، وهي تراها كبيرة، ولا ترى أي غضاضة في قطيعة أحد.
آخر مشكلة حدثت وأنا مسافر للعمل في الخارج، منذ شهرين، وكنت على وشك إحضارها للعيش معي، قامت بالدخول على حساب والدتي في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث إن والدتي دخلت من جهازي على حسابها، ونسيت تغيير كلمة المرور، فوجدت حديثا لها مع بنت أخيها، وهي على علاقة طيبة بزوجتي، وكانت أمي تشكو من قلة زيارتها أثناء سفري، وأنها تشتاق لحفيدتها دائما.
فقامت زوجتي بمواجهتها بهذا الكلام، فصدمت أمي من كيفية دخولها على حسابها الشخصي، ومساءلتها عن كلام شخصي لها. لكنها رغم ذلك ردت بأنها حزينة بسبب محبتها لها، واشتياقها لحفيدتها ليس أكثر. فأجابتها: أنا حرة، وهذه حياتي الشخصية، كما أنها ستقوم بمقاطعة ابنة خالتي مقاطعة نهائية؛ لأنها قامت بتحميلها الخطأ في الحديث الخاص بينها وبين أمي، وأخبرتها أنه من الآن وصاعدا العلاقة بينها وبين أمي وأبي ستكون علاقة زوجة بحماتها ليس أكثر.
وعندما وصل إلي الأمر، كان ردي على زوجتي إنك مخطئة، فقد اطلعت على سر، وتجسست، وهذا فعل مرفوض دينيا، وأخلاقيا. فقالت إنها لم تقصد، وكان هذا بالصدفة. فقلت لها حتى لو كان، فليس من حقك بناء أي موقف على أساس باطل.
وطلبت منها أن تحسن علاقتها بوالدتي قبل السفر، وتذهب لزيارتها يومين حتى تشبع من رؤية حفيدتها، كما ذكرتها بأن أمي سوف تأتي لزيارتنا على الأقل لمدة شهر في العام، فلا ينبغي أن تكون العلاقة هكذا قبل سفرك.
فكان ردها أنها لن تذهب لتجلس يومين عندها، وأني في حالة إحضار أمي إلينا في الخارج للزيارة، فإنها ستذهب في هذه المدة إلى بلادها.
فكان ردي النهائي لن أتنازل عما طلبت، وإن رضا أمي عنك مرتبط باستمرار زواجنا.
أريد أن أعرف ماذا أفعل، خاصة أن لدي ابنة منها، وأشتاق إليها كثيرا، ولكن رضا أمي عندي فوق كل شيء.
ولقد سئمت الحياة معها بهذه الطباع، ولولا ابنتي لما كنت ترددت لحظة في تطليقها.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كانت زوجتك قد تجسست على أمك، فهي آثمة، وعليها أن تتوب، وتستحل أمك من مظلمتها، وينبغي عليها أن تطيعك فيما تأمرها به من زيارة أمك؛ لما في ذلك من الإحسان، والإعانة على البر، لكن ذلك ليس بواجب عليها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 183119
ولا حق لزوجتك في الاعتراض على استقدام أمك إلى البلد الذي تقيم فيه، ولا يحق لها ترك بيتك والرجوع إلى بلدها دون إذنك؛ وراجع الفتوى رقم: 62280
والذي ننصحك به أن تكون حكيماً، فتجمع بين بر أمك، وإحسان عشرة زوجتك، وتسعى في الإصلاح بين أمك وزوجتك، وتستعمل الحكمة والمداراة في ذلك؛ وانظر الفتوى رقم: 66448
وننبهك إلى أنّ الطلاق ليس بالأمر الهين، فينبغي ألا يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات، والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، ولا سيما إذا كان للزوجين أولاد.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
 والله أعلم.

www.islamweb.net