الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنك إذا أسبغت الوضوء كما جاء في الحديث المذكور, ثم صليت العصر -مثلا- حصلت على الثواب الوارد في هذا الحديث إن شاء الله. وإذا صليت أربع أركعات, ثم حدثت نفسك بشيء من أمور الدنيا في الركعتين الأوليين, فلا تحصل هذا الثواب.
جاء في عمدة القاري للعيني: الحكم الرابع: الثواب الموعود به مرتب على أمرين: الأول: وضوؤه على النحو المذكور. الثاني: صلاته ركعتين عقيبه بالوضوء المذكور في الحديث، والمرتب على مجموع أمرين، لا يلزم ترتبه على أحدهما إلا بدليل خارج. انتهى.
وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم تعليقا على هذا الحديث: وفيه استحباب صلاة ركعتين فأكثر عقب كل وضوء، وهو سنة مؤكدة. قال جماعة من أصحابنا: ويفعل هذه الصلوات في أوقات النهي وغيرها؛ لأن لها سببا. واستدلوا بحديث بلال رضي الله عنه المخرج في صحيح البخاري أنه كان متى توضأ صلى، وقال إنه أرجى عمل له، ولو صلى فريضة، أو نافلة مقصودة، حصلت له هذه الفضيلة، كما تحصل تحية المسجد بذلك. والله أعلم.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحدث فيهما نفسه. فالمراد لا يحدث بشيء من أمور الدنيا، وما لا يتعلق بالصلاة، ولو عرض له حديث، فأعرض عنه بمجرد عروضه، عفي عن ذلك، وحصلت له هذه الفضيلة إن شاء الله تعالى؛ لأن هذا ليس من فعله. وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر. انتهى.
والله أعلم.