الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا تجوز مشاهدة الباطل، أو الاستماع إليه إلا لغرض صحيح؛ قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا {الفرقان:72}.
قال القرطبي رحمه الله: لا يشهدون الزور. أي لا يحضرون الكذب، والباطل. اهـ.
وينبغي الإنكار عليه برفق ولين، وتودد، وحسن خطاب، مع الدعاء له بالهداية، والتوبة. فإن استجاب، وإلا فدعه.
جاء في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح: فصل في أمر الوالدين بالمعروف، ونهيهما عن المنكر، قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف, وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه، يعلمه بغير عنف, ولا إساءة, ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي. اهـ.
وأما حذف القنوات دون علم الوالد، فالغالب أن يترتب عليه منكر أكبر، فحسبك الإنكار باللسان، والاستعانة بمن يمكن أن يقبل قوله، مع الاستمرار في الدعاء له بالصلاح.
والله أعلم.